اكتب رساله لمن وقع في تكفير المسلمين بغير دليل

إجابة معتمدة
اكتب رساله لمن وقع في تكفير المسلمين بغير دليل توضح له أن ما يقوم به مخالف للشريعة الإسلامية وأم ما يقوم به عمل خاطئ لا أساس له من الصحة.

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين :


لخطورة القول بكفر المسلم وما يتبعه من أحكام في الحال والمآل، فإن القرآن الكريم والسنة الشريفة يحذران من إطلاق هذا الحكم من غير تبينٍ ولا تثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من تكفير المسلم أشد التحذير فقال: " إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر، فقد باء بها أحدهما ".

وقال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً "
قال الامام القرطبي رحمه الله تعالى: " معنى قوله:]فتبينوا[أي الأمر المشكل، أو تثبتوا ولا تعجلوا، المعنيان سواء، فإن قتله أحد فقد أتى منهياً عنه ".
ويروي أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك" . 
والتكفير استباحة لما حرمه الله من عرض المسلم، الذي أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حرمته في خطبته العظيمة في حِجة الوداع، فقال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فليبلغ الشاهد الغائب" .

ويقول ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى: "وهذا وعيد عظيم لمن أكفر أحداً من المسلمين وليس كذلك، وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين، ومن المنسوبين إلى السنة وأهـل الحديث لما اختلفـوا في العقائد، فغلظوا على مخالفيهم، وحكموا بكفرهم".
وفي بيان معنى الحديث قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " والتحقيق أن الحديث سيق لزجر المسلم من أن يقول ذلك لأخيه المسلم … وقيل: معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره … فمعنى الحديث: فقد رجع عليه تكفيره، فالراجع التكفير لا الكفر، فكأنه كفَّر نفسه لكونه كفَّر من هو مثله...