اذكر الاسباب التي تجعل الناس تسرف في الزينه والمأكل والمشرب

إجابة معتمدة
لدي سؤال في دفتر الواجب لم أتمكن من التعرف على الحل الخاص به، يقول السؤال "اذكر الاسباب التي تجعل الناس تسرف في الزينه والمأكل والمشرب" فهل أنتم قادرين على التعرف على الجواب؟. سؤال يدور بعقل كل انسان على وجه الارض لماذا يتم الاسراف بشكل فظيع على الماكل والزينة والشراب وغيره في حين ان الانفاق او الاسراف على امور اخرى من الامور الجيدة غير موجود والاسباب هي كالتالي :

أسباب الإسراف   أحاط الإسلام المعاملات المالية بسياج من الضوابط والقواعد الشرعية التي تباعد بينها وبين كل ما فيه شبهة أو شائبة، وإذا كان الإسلام وضع لمال الغير حرمة تمنع من التعدي عليه خفية أو جهاراً ، فإن لمال الإنسان حرمة أيضاً لصاحبه تمنعه أن يضيعه، أو يسرف فيه، أو يبدده، أو يبعثره ذات اليمين وذات الشمال. ولقد وردت مادة ” س ر ف ” بجميع مشتقاتها في القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين مرة، ومن يمعن النظر فيها، يجد أن لفظ الإسراف جاء في القرآن بمعنيين: أحدهما: الإفراط في الإنفاق وضياع المال وتبذيره. ومنه قوله تعالى: { وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} ( الأنعام 141)، وقوله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ}( الأعراف:31) الثاني: بمعنى الظلم والتعدي وتجاوز الحدود الشرعية. ومنه قوله تعالى:] ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ[ ( المائدة: 32) وقوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53) الفرق بين التبذير والإسراف:   يرى بعض العلماء أن التبذير والإسراف مترادفان ، إذ كلاهما تضييع للمال، غير أن أكثر العلماء يفرق بينهما. يقول الإمام الماوردي: (اعلم أن السرف والتبذير قد يفترق معناهما ، فالسرف هو الجهل بمقادير الحقوق، والتذبير هو الجهل بمواقع الحقوق، وكلاهما مذموم، وذم التبذير أعظم، لأن المسرف يخطئ في الزيادة، والمبذر يخطئ في الجهل.) وبالنظر في هذا النص يتضح أن الإسراف جهل بالمقدار، فهو إنفاق في الحلال فوق حد الاعتدال ، أما التبذير فهو جهل بالموقع، فهو إنفاق في الحرام سواء قل أو كثر. ويوضح الإمام الراغب الأصفهاني ذلك من حيث الكمية والكيفية فيقول: ( التبذير من جهة الكمية أن يعطي أكثر مما يحتمله حاله ، ومن جهة الكيفية فبأن يضعه في غير موضعه ، والاعتبار فيه بالكيفية أكثر منه بالكمية ، فرب منفق درهما من ألوف وهو في إنفاقه مسرف ويبذله مفسد ظالم ، كمن أعطى فاجرة درهما أو اشترى خمراً، ورب منفق ألوفاً لا يملك غيرها هو فيها مقتصد ويبذلها مجتهد، كما روى في شأن الصديق أبي بكر t . وقد قيل لحكيم: متى يكون بذل القليل إسرافاً والكثير اقتصاداً ؟ قال : إذا كان بذل القليل في باطل وبذل الكثير في حق.) من خلال ما سبق يتلخص أن:  الإسراف يكون في الحلال المباح إذا تجاوز به صاحبه حد التوسط لأمثاله. أما التبذير فهو إنفاق في الحرام قل أو كثر، وبذلك يأخذ إنفاق المرء على نفسه عدة أشكال: أ- دون حد الاعتدال وفي الحلال فهو بخل وتقتير. ب- تجاوز حد الاعتدال وفي الحلال فهو إسراف . حـ- في الحرام قل أو كثر هو تبذير. ء- في الوسط المعتدل ، وفي الحلال المباح ، فهو القوام المطلوب. وإذا كان الإسلام قد حرم  الإسراف مع أنه تجاوز الحد في المباح ، فمن باب أولى يعد التبذير أشد حرمة عند الله ، لارتكاب صاحبه حرمتين  الأولى:  وهي تجاوز الحد فيما لا نفع فيه.  والثانية : وهي ارتكاب المحرم ، ومثال ذلك من يشرب الخمر ، فإنه أهدر ماله فيما لا نفع فيه وسيسأل عنه يوم القيامة ، وفوق ذلك أنه ارتكب محرماً بشربه وتناوله ما حرم الله - عز وجل - فضلاً عن الأضرار الجسمية البدنية والنفسية والاقتصادية والخلقية التي تعود على مرتكب تلك الجريمتين. أسباب الإسراف:-   للإسراف أسباب عديدة يمكن إجمالها فيما يلي: 1-النشأة الأولى للفرد : فقد ينشأ المسلم في أسرة تعيش في بذخ وسرف فيعتاد ذلك ، وهذا يشي إلى أي مدى يكون الأب والأم مسئولين مسئولية مباشرة عن توجية الأسرة ، وتنشئتها على  تعاليم الإسلام السليمة ، وقيمه الرشيدة ، وأخلاقه النبيلة. 2-صحبة المسرفين ، لأنه كثيراً ما يتأثر الإنسان بنهج إخوانه وزملائه وأصدقائه ، ويتشبع بسلوكهم في الحياة عن وعي أو بدون وعي. 3-التهاون مع النفس ، وعدم ترويضها على شدائد الحياة بالعبادات والشعائر الإسلامية كالصيام ، والصلاة في جوف الليل ، وكثره الصدقات. قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (الشمس: 9 ، 10) 4-السعة بعد الضيق ، فقد  يكون المرء في ضيق من عيشه ، فيصبر ويحتسب إلى الله- عز وجل – قدماً. ثم يختبره الله بالسعة بعد أن اختبره بالضيق ، فيلجأ إلى التوسعة على نفسه وأهله ، وهذا مطلوب ولا بأس به ، ولكنه لا يلبث يتوسع ويزداد في توسعة حتى يجاوز حد الاعتدال اللائق بأمثاله فيقع في محظور الإسراف. 5-عدم معرفة المرء بآثار الإسراف المدمر ، فإن من الملاحظ أن كثيرا من المسرفين لا يقدرون مدى المخاطر التي تحيق بهم جراء الإسراف ، وأقلها ضياع المال ، ولا يهمه أنه أضاع أمواله ، وارتكب ما حرم الله ، إنما يهمه أن ينظر للناس أنه يملك أموالاً كثيرة وأنه جواد لا يبخل بها عن نفسه أو غيره ، وهو بهذا لم يعرف الفرق بين الجود والسرف. 6-كثرة الأموال: حيث أدت كثرة الأموال وتجميعها وتكديسها إلى انشغال الناس بالمال، وجعله شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد قال الله تعالى: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } كما عاب القرآن الكريم على من كل همهم جمع وتكديس الأموال واعتبارها أنها الحياة فقال : {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ، الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ }