لماذا يطعن في ابي هريرة ورواياته

إجابة معتمدة
لماذا يطعن في ابي هريرة ورواياته لا سيما من أتباع المذهب الشيعي، انا أعلم أن أبو هريرة من الشخصيات الإسلامية الأولى في نقل الحديث، ولكن لماذا الطعن هذا؟ هناك العديد من الاسباب التي تجعل من ابو هريرة مستهدفا من قبل الشيعة بعدم التصديق واخراج اقوال ونسبها لرسول الله عليه السلام بعد الاخذ من ابي هريرة ويعتقد البعض انها بسبب كثرة رواياته للاحاديث ولكن السبب الرئيسي يورده لنا المفتي وسانشر لكم المقال بشكل كامل

ليس الكلام حول أبي هريرة من جهة كثرة أحاديثه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فقط بل الكلام في عدالته ووثاقته أيضاً ، ولسنا نحن الوحيدين في التكلّم في أبي هريرة.
وقولك بأنّ أهل السنّة يثقون به ويعتمدون عليه خاطئ ، فقد وجدنا في الصّحابة والتابعين وكبار أئمّة أهل السنّة السابقين وفي الكتّاب المعاصرين منهم من يتكلّم في هذا الرجل ، وتلك مصادركم هي التي تحكي طعن الأكابر فيه ونحن نذكر هنا طرفاً من ذلك :
قال شيخ الإسلام السرخسي في « كتاب الأصول ۱ / ۳٤۱ » : « لما بلغ عمر أنّ أبا هريرة يروي بعض ما لا يعرف قال : لتكفّن عن هذا أو لألحقنّك بجبال دوس ».
بل لقد اعترف أبو هريرة بذلك عندما قال : « لقد حدّثتكم بأحاديث لو حدّثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرّة » [ جامع بيان العلم للحافظ ابن عبد البر : ۳۹۹ ].
وسيأتي عن الإمام ابن قتيبة تكذيب عمر وعثمان وعلي وعائشة.
هذا بالنسبة إلى الصحابة باختصار ، وأمّا التابعون فانظر تكذيبهم لأبي هريرة وتكلّمهم فيه في البداية والنهاية لابن كثير ۸ / ۱۰۹.
هذا ، وقد كان من أسباب الطعن في أبي هريرة كثرة حديثه ، قال الإمام ابن قتيبة في « تأويل مختلف الحديث ۳۸ في بيان سبب طعن الصحابة في أبي هريرة » : « فإنّ أبا هريرة صحب رسول الله نحواً من ثلاث سنين ، وأكثر الرواية عنه ، وعمّر بعده نحواً من خمسين سنة ... فلمّا أتى من الرواية عنه ما لم يأت بمثله من صحبه من جلّة أصحابه والسابقين الأوّلين إليه اتّهموه وانكروا عليه وقالوا : كيف سمعت هذا وحدك ؟ ومن سمعه معك ؟ وكانت عائشة أشدّهم إنكاراً عليه ، لتطاول الأيّام بها وبه ، وكان عمر أيضاً شديداً على من أكثر الرواية ... ».
وأبو هريرة نفسه كان يعلم بذلك ، فقد روي عنه في « المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٤٥۸ » : « وعنه قال : إنّكم معشر التابعين ـ وقيل الخطاب مع الصحابة المتأخّرين ـ تقولون أكثر أبو هريرة الرواية عن النبيّ ، والله الموعد ».
إذن الصحابة تكلّموا فيه ، التابعون تكلّموا فيه ، وسائر العلماء تكلّموا فيه ... فإن كانوا على حقّ فأبو هريرة يستحقّ ذلك وإن كانوا مبطلين فما ذنبنا.
وأمّا ما ذكرتم من خبر فإنّه إن صحّ يدلّ على أنّ أبا هريرة قد حفظ ببركة دعاء النبي كلّ ما سمع من النبي ، أمّا أنّه قد سمع كلّ ما كان يروي ، فلا دلالة للخبر عليه.