ما هي العظة والعبرة من قصة اصحاب الاخدود

إجابة معتمدة
ما هي العظة والعبرة من قصة اصحاب الاخدود، من فضلكم ارجو منكم المساعدة في التعرف على المعلومات الصحيحة لسؤال السابق، وقصة اصحاب الاخدود مختصرة جدا، وماذا استفدت من قصة اصحاب الاخدود؟ وما هي فوائد قصة اصحاب الاخدود مختصرة. عزيزي السائل عن الفائدة او الموعظة من قصة اصحاب الاخدود انشر لك عزيزي الحل الكامل لسؤالك وهو كالتالي :

1- الفائدة الأولى :
فأما الفائدة الأولى من هذا الحديث ، فإن بطل هذه القصة المثيرة هو غلام و هذا الغلام هو الذي أجرى الله على يديه على الأحداث السابقة الواردة في الحديث النبوي الشريف ...
و هذا يجعلنا ، بل يثير انتباهنا كي نهتم بالأطفال أبلغ اهتمام ،
يقول الرافعي رحمه الله ( إن الفج اليوم هو الناضج غداً ) .
فالأطفال اليوم و إن كانوا أطفالاً ، فهم في الغد رجال ، سيحملون ما يحملون من أفكار ...
و ربما مجدد العصر يكون بين هذه الأطفال .
إن علاقتنا مع أطفالنا علاقة عضوية فقط ، علاقة طعام و شراب و نسب ..
أما علاقة التربية فهي منقطعة فالتربية هي : عملية بناء الطفل شيئاً فشيئاً إلى حد التمام و الكمال .
و التربية مأمور بها الإنسان المسلم لأولاده : (( قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة ))
(( ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوذانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))
الفائدة الثانية :
أما الفائدة الثانية من الحديث فتستشفها من قول الراهب " أي بني أنت اليوم أفضل مني "
هذه هي النقطة الفاصلة التي لم نستطع حتى الآن و منذ قرون أن نتجاوزها و هي اعتراف الأستاذ بأن تلميذه أصبح أفضل منه ..

و حتى الآن لم نسمع – إلا نادراً – أن أستاذاً مدح تلميذه و قرظه و هذا الأمر": إن يكن غريباً بعض الشيء " إلا أنه يحمل فيه معنيين هامين :
1- تواضع العالم الأستاذ
2- إن المجتمع لن يتقدم و لن يتحسن حاله ، إذا بقي التلميذ مثل أستاذه يقلده في كل شيء .
إن أحسن أحواله أن يصبح مثل أستاذه يقلده في كل شيء .
إن أحسن أحواله أن يصبح مثل أستاذه نسخة ثانية عنه فيشرح متونه و يختصر شروحه ..
يقول الشيخ محمد علي الطنطاوي رحمه الله : " إن سبب الركود العلمي في بلاد الشام في القرن الماضي هو فقدان التشجيع "
و أي تشجيع أعظم من أن يمدح الأستاذ تلميذه و يعترف بجهوده .
ولقد كانت إحدى وسائل التشجيع عند النبي عليه السلام إطلاق بعض الألقاب العلمية على الصحابة المتميزين كقوله عليه السلام " أقرؤكم أبي وأفرضكم زيد .."
إننا بحاجة ماسة إلى هذه النقطة في كافة المجالات حتى يبدأ التلميذ من حيث انتهى أستاذه و يساهم في بناء قلعة الإسلام ..
الفائدة الثالثة :
و هي تكمن في صدق الالتجاء إلى الله تعالى و طريقة الدعاء و الثقة بالإجابة و ذلك عندما قال : (( اللهم اكفنيهم بما شئت )) .
و هو دعاء غريب جداً ..
يحمل فيه ذلك الغلام الثقة المطلقة بالله عز و جل . . . . و استغنى عن التفصيل في كيفية و آلية النجاة ، و كلها لله سبحانه و تعالى .
فآلية النجاة و كيفيتها لا تأتي حسبما يخطط له الإنسان ، و إنما تأتي على الكيفية التي يريدها الله سبحانه و تعالى وما على الإنسان إلا ويحسن الثقة بالله سبحانه ويكل الآليات له سبحانه .
الفائدة الرابعة :
الإصرار على نشر الدعوة و هذا يؤخذ من هذا المشهد الذي تكرر مرتين في الحديث
" و جاء يمشي للملك "
فلماذا بعدما نجا في المرة الأولى و في المرة الثانية لم يهرب بل عاد إلى الملك الظالم ...
إن في عنقه رسالة لابد أنه مؤديها لذلك عاد مرة تلو المرة
إنه يعطي درساً عظيماً للدعاة ، في الإصرار على الدعوة و في الإصرار على إظهار الحق و تحديه للباطل
الفائدة الخامسة :
تكمن هذه الفائدة ... في تبني عامة الناس المبدأ الصحيح . حيث طلب هذا الغلام من الملك أن يجمع له الناس على صعيد واحد ...
و لو سألنا أنفسنا لماذا طلب الغلام هذا الطلب ... يتبين لنا أن المبدأ السليم والفكر الصحيح إذا استفاض و اعتنقه عامة الناس لم يقف أمامه طغيان طاغ أو ظلم ظالم ..
لذلك طلب موسى أن يجتمع الناس في وقت متميز هو يوم عـيد وفي ساعة متميزة هي وقت الضحى " قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى "
و إن أغلب الأفكار إذا لم يتبناها عامة الناس تضيع- أو ربما تؤجل – و على هذا ..
فإن الإسلام لن ينتشر بالنخبة أو الطبقة المثقفة وحدها فلا بد أن تبناه عامة الناس في بيوتهم و في معاملهم .
الفائدة السادسة :
تحديد مفهوم النصر : حيث قام هذا الغلام – الذي هو أفضل بكثير من رجال في هذه الأمة – قام بتوضيح مفهوم النصر ...
و ليس مفهوم النصر ... أن ينتصر الغلام . . . إنما المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ
السليم والفكر الصحيح .
و هذا واضح من خلال دلالة هذا الغلام الملك على طريقة قتله فلو كان مفهوم النصر نصر للأفراد و الأشخاص و ليس للمبدأ لم يدله على هذه الطريقة و إنمابين للناس جميعا أن المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ لا انتصار الأفراد والأشخاص.
الفائدة السابعة :
و تتمثل في الثبات على مبدأ الحق الذي سطع و ذلك من خلال الفقرة التي مثلت صورة الأم مع طفلها و قول الطفل (( يا أماه اصبري فإنك على حق )) .
و لعل صفة الثبات على المبدأ من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان المسلم في عصرنا هذا و في كل العصور هيه انا ابي العظه والعبره                                                     زق