لماذا سمي الحجر بالذهب الابيض وما هي نسبة مساهمة قطاع الحجر في الناتج القومي

إجابة معتمدة
معرفة لماذا سمي الحجر بالذهب الابيض وما هي نسبة مساهمة قطاع الحجر في الناتج القومي الفلسطيني، وايضا الاهمية الاقتصادية للحجر الطبيعي المستخرج من الاراضي الفلسطينية، وشكرا لكم على جهودكم. صديقي الكريم السائل السؤال التالي : معرفة لماذا سمي الحجر بالذهب الابيض وما هي نسبة مساهمة قطاع الحجر في الناتج القومي الفلسطيني، وايضا الاهمية الاقتصادية للحجر الطبيعي المستخرج من الاراضي الفلسطينية، وشكرا لكم على جهودكم.

عرفت فلسطين صناعة الحجر وزخرفته منذ القدم. لكن مع تغيّر الزمن تغيرت وسائل وطرق وحجم إنتاجه، وأيضا مستخدموه، ليصبح موردا اقتصاديا هاما يسهم بشكل مباشر في الناتج الاقتصادي وتوفير فرص عمل لآلاف الفلسطينيين.

واليوم لم يعد استخدام الحجر (أو الذهب الأبيض كما يفضل البعض تسميته) حكرا على طبقة الأغنياء أو أصحاب رؤوس الأموال، أو مقتصرا على بناء المساجد والكنائس والمزارات، كما في حقب تاريخية، حيث ساهمت الصناعة والآلات الحديثة في غزارة الإنتاج، وتوفير بضائع بأسعار تناسب كافة المستويات الاجتماعية.

تبدأ مسيرة الحجر الفلسطيني فيما يعرف بالمقالع حيث يعتمد اكتشافها على خبرات ذوي التجربة بناء على طبيعة الأرض. وهنا تبدأ المعدات الثقيلة بالحفر لمسافة قد تصل خمسين مترا تحت الأرض، لإزالة طبقة تسمى "الشمخة" وتستخدم غالبا في الكسارات لأغراض صناعة الباطون (الخرسانة) والأسفلت، حتى الوصول إلى الطبقة المطلوبة لاستخراج الحجر.

وفي هذه المرحلة، تتم تسوية الصخر وترسيمه تمهيدا لقصه بمنشار كهربائي، واستخراجه على شكل كتل بطول ثلاثة أمتار وعرض وارتفاع 1.7 متر، وتوضع في شاحنات وتنقل إلى المصانع. كما يبين أحمد ثوابتة، وهو مدير شركة الجابر وصاحب مقلع للحجر في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم.

وتشتهر بيت فجار بصناعة الحجر منذ مئات السنين، ومن بين نحو 15 ألف نسمة، هم سكان البلدة، يعمل ثلاثة آلاف منهم في 150 مصنعا وأربعين محجرا، يضاف إليهم مئات آخرون من خارج البلدة.

في مصانع الحجر (المناشير) يتم تقطيع الكتل الكبيرة إلى قطع صغيرة وفق الطلب واللون والنوع، ومن ثم يقوم حرفيون بدقها (نقشها) وفق الطلب "طبزة، ملطش، مطبة، سادة، مسمسم...إلخ".

وتتفاوت أسعار الحجر بين عشرة وثمانين دولارا للمتر المربع الواحد، وفق الاستخدام والنوع والجودة والسماكة، فهناك حجر يستخدم للبناء الخارجي والداخلي والزخرفة والمداخل والأرضيات، وهناك الحجر الصلب والأقل صلابة، وهناك الأبيض وهو الغالب، والأصفر والأزرق والأسود والذهبي والفضي والأصفر، وغيرها.

ووفق المدير التنفيذي لاتحاد الحجر والرخام، ماهر حشيش، فإن قرابة عشرين ألف فلسطيني يعملون بشكل مباشر في نحو 1300 منشأة لصناع الحجر بالضفة الغربية، ثلثاها يقع بمحافظتي الخليل وبيت لحم جنوبا.

ووفق ذات المصدر فإن صناعة الحجر بدأت في فلسطين كنشاط اقتصادي في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بأدوات يدوية، ثم دخلت إليها الميكنة في السبعينيات، حتى أصبحت تشكل اليوم 4.5% من الناتج الإجمالي بفلسطين، بمردود يقدر بنحو 450 مليون دولار سنويا، ويستثمر فيها ما يزيد على سبعمائة مليون دولار سنويا.

وتعتمد زخرفة الحجر على نوعه، فكلما كان صلبا كان أجمل وأكثر قابلية للزخرفة، وبينما ظل النحاتون يعتمدون على أدواتهم اليدوية حتى السبعينيات، ساعدت المعدات الحديثة في تسهيل المهمة وزيادة الإنتاج.

ويوضح عبد غيث، الذي بدأ في نحت وزخرفة الحجر قبل أكثر من ثلاثين عاما، أنه بدأ بالأزميل (مسمار حديد صلب) والمطرقة، ثم طوّر ذاتيا أدوات نقش وخراطة الحجر، وصنع آليات تساعد على إنتاج كميات تناسب الطلبيات.

وأشار إلى تمكنه من إعادة استنساخ التاج الروماني المنتشر في فلسطين ويعود تاريخه لآلاف السنين. موضحا أن الزخرفة تزداد جمالا كلما ازدادت دقة "فهي مهنة تحتاج إلى ذوق ودقة وتأن في النقش".
ويؤكد غيث تزايد المخارط المتخصصة في زخرفة الحجر، لكنه يقول إن المنتجات والزخارف لم تجد طريقها إلى الخارج، وظل معظمها يسوّق محليا في فلسطين.

ووفق معطيات اتحاد الحجر والرخام، فإن إسرائيل تشكل أكبر مستورد للحجر الفلسطيني بالاستحواذ على نحو ثلثي الإنتاج، تليها دول الخليج، بعد أن كانت الولايات المتحدة تتصدر الدول المستوردة قبل سنوات.

وبدأ الحجر الفلسطيني يأخذ طريقه إلى الخارج عام 1996 بعد سنوات من ميلاد كيان فلسطيني يحمل اسمه، وفق مدير عمليات شركة نصار، كبرى شركات إنتاج وتصدير الحجر بفلسطين.

وأوضح مدير الشركة مروان نصار أن التصدير قبل ذلك كان محصورا بالأردن، وكانت تصدر المنتجات باسم إسرائيل. أما اليوم فوصلت منتجات فلسطين من الحجر لأكثر من تسعين دولة في العالم، وشيدت بها مشاريع كبرى في الولايات المتحدة الأميركية. ولفت إلى أن الحجر الفلسطيني أثبت جدواه بتعدد ألوانه من جهة، وتأقلمه مع الظروف المناخية من جهة ثانية، مشيرا إلى اعتماد شركته مواصفات عالمية في الإنتاج والتصدير، فضلا عن استخدام أحدث المعدات في استخراج وتصنيع الحجر.

أما مدير المصنع بالشركة أديب عمرو، فأشار إلى أن مشكلة الاحتلال والحواجز والهيمنة على المعابر، فضلا عن شح المياه، دفع الشركة لإنشاء مصنع لتكرير المياه.

ورغم أهمية الصناعة وتمكنها من شق طريقها نحو العالم، يطل الاحتلال برأسه ويشكل تحديا حقيقيا لهذه الصناعة بسبب سيطرته على مناطق استخراج الحجر والمصنفة (ج) والخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة، فضلا عن سيطرته على الطاقة والمياه.

ووفق اتحاد الحجر فإن مصنعا متوسطا يستهلك شهريا طاقة بقيمة عشرة آلاف دولار، بينما يستهلك القطاع كاملا نحو مليوني متر مكعب من المياه. في وقت تعاني منه جنوب الضفة من شح المياه.