شرح قصيدة اخي لميخائيل نعيمة الشرح الكامل

إجابة معتمدة

شرح قصيدة اخي لميخائيل نعيمة  الشرح الكامل اريد منكم كتاب الشرح من يعرف الشرح فل يكتب الي الشرح النموذجي لهذا القصيدة وبارك الله فيكم جميعاً زوار الموقع الكرام .

شرح قصيدة اخي لميخائيل نعيمة  الشرح الكامل اريد منكم كتاب الشرح من يعرف الشرح فل يكتب الي الشرح النموذجي لهذا القصيدة اقدم لك الشرح وهو كالتالي عزيزي : 

الشرح الاول : 

اكتشاف معطيات النص:
يتحدث الشاعر عن حاله بعد الحرب و حال الأمة العربية البائسة المهدمة .و يوجه نداءه إلى أخيه .
القضية التي يلفت النظر إليها قضية سياسية متعلقة بالحرب العالمية الأولى و التي فرح الأعداء بانتصاراتهم على الدولة العثمانية ووقوع العرب تحت الانتداب . و تكمن أيضا في عودة الأعداء للبناء و عودة العرب لدفن كبريائهم الذي ضاع .
خلف الغربي في البلاد العربية الجثث الهامدة و الجوع و الفقر و مختلف الآفات الاجتماعية 
نبرة العتاب في قوله " فلا تهزج لمن سادوا و لا تشمت بمن دانا .
لنبكي حظ موتانا .
فلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خلانا
" قد تم ما لو لم نشأه ما تما .
مناقشة معطيات النص:

توحي عبارة لو أردنا نحن ما عما " الندم و عتاب و لوم النفس و العرب على ما أقدموا عليه من نصرة الأمريكان و الفرنسيس . على الدولة العثمانية طمعا في الاستقلال عنها . 
الإيحاءات الطبيعية تتمثل في الأرض التي تمثل الأصل و الأصالة / الفلاح و الحرث تمثل البناء و التشييد / السواقي التراث و الماضي الذي يغذي وجود العرب على الأرض / الغرس المستقبل / 
غاية الشاعر من استعمال ضمير المفرد المخاطب في القصيدة تكمن في الهمس فهو من خلاله يخاطب كل عربي عان نفس الألم / كأنه يحدث نفسه بما في نفسه من هموم في وقت لم يجد أحدا يصغي إليه غير أخيه الذي يرافقه في حربه و سفره ....
استطاع الشاعر أن يشخص مفهوم الأصالة دون أن يذكرها لفظا من خلال مجموعة من العبارات الموحية و المؤثرة منها " فلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خلانا .
سواقينا قد جفت .....و لا تشمت بمن دانا و لا تهزج لمن سادوا 
يمكن ان نستخلص من ارتباط الشاعر بالأرض البعد الإنساني للشاعر و البعد الوطني باعتباره شاعرا مهجريا 
موقف الشاعر من حضارة الغرب الرفض و عدم القبول 
تحديد بناء النص:

نوع الشاعر بين الخبر و الإنشاء لملاءمتهما لإغراض الشاعر المتنوعة فتارة يسرد أحداثا بطريقة حوارية في حديثه عن في السطر الأول عن الغربية ....و يناسبه الأسلوب الخبري و تارة يستعمل الأسلوب الإنشائي في أمر ممزوج بالنهي مثلا قي قوله فلا تطلب إذا ما ......ثم يعود و يستعمل الأسلوب الخبري في التعليل و التبيين في قوله لأن الجوع لم يترك لنا صحبا نناجيهم .
اللون البياني الذي يعكس نفيسة الشاعر المجاز اللغوي . و قد أفصح الشاعر عن مجموعة من المشاعر منها الحزن و الألم لما آلت إليه حال العرب و الأمة العربية و منها حال الندم في الفقرة الأخيرة و منها نبرة الغضب ضد الغرب في المقطع الأول " ضج بعد الحرب غربي ..." تهزج لمن سادوا " ...
ثلاث مجازات من المقطع الثالث : 
كوخا هده المدفع الجزئية " مجاز مرسل " 
هد الذل مأوانا " استعارة مكنية 
لم يترك لنا الأعداء غرسا في أراضينا مجاز مرسل الكلية " جنود الأعداء "
المقابلة جسدها في المقطع الرابع " الطباق عم / ما عم .
تفحص الاتساق و الانسجام في النص:
- الروابط التي اعتمدها الشاعر في بناء نصه منها حروف العطف و الجر " الواو، الفاء، الباء ، بل، في "
أدوات النفي لم ، لا ، ما النافية ، إذا الشرطية الظرفية ، إن الشرطية ، التعليل لأن فقد التحقيق ، لو ، التكرار أخي " 
الضمائر " ضمير المخاطب المفرد ، الغائب ، المتكلم نحن ........
- فائدة الأمر بالنهي النصح الإرشاد و التوجيه و ذلك لان غاية الشاعر توضيح الأمور على من غمت عليه ..
لو الشرطية لو : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط ، والجواب ، ويفيد امتناع لامتناع . أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط 
مجمل القول في تقدير النص:

النص نزعة تنديد صارخة بحضارة الغرب القائمة على الظلم و البطش و تزيين القبيح ، الشاعر يشير إلى أن الغرب ، و إن عرف الحضارة المادية الراقية في التصنيع و التكنولوجيا يبقى متخلفا من الناحية الإنسانية بوحشيته .
مسحة الرومانسيين التجديدية في القصيدة بارزة عكسها تنويع القافية واللغة البسيطة ذات البعد الإيحائي .
الأدب عند ميخائيل نعيمة رسالة اجتماعية تهتم بموضوعات الحياة و مصير الإنسان .

mawtho3

الشرح الثاني : 

المحور: الخامس. الموضوع: أخـي لميخائيل نعيمة. المستوى: السنة 3 ع ت
النشاط: نص أدبي. التوقيت : 1 سا.
الأهداف التعلمية: - اكتشاف النزعة الإنسانية في شعر المهجريين.
_ مفهوم الوحدة العضوية في القصيدة العربية الحديثة.
- تحديد نمط النص والتعرّف على أهم خصائصه.
ســـــيرالـــدرس
أتعرف على ثاحب النص:
ولد ميخائيل نعيمة في جبل صنين في لبنان عام 1889،وأنهى دراسته في مدرسة الجمعية 
الفلسطينية في بسكنتا وتبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 
1905و1911ثمّ أكمل دراسته في الوم إ، وحصل على جنسيتها.انضمّ إلى الرابطة 
القلمية وكان نائبا لجبران خليل جبران،التي أسسهاأدباء عرب في المهجر، عاد إلى بسكنتا 
عام 1932 واتّسع نشاطه الأدبي .لقِّبَ ﺒ " ناسك الشخروب "،توفي سنة 1988.
وضع ميخائيل نعيمة ثقله التأليفي(22 كتاباً)،نورد بعضها:الغربال،كان ما كان،همس 
الجفون، زاد المعاد،و في مهب الرّيح...    
أثري رصيدي اللغوي :
- في معاني الألفاظ:
-تهزج:تطرب، -الرّفش:المجراف، -المعول:أداة لحفر الأرض، -دان:ذلّ.
- في الحقل المعجمي: يمكن أنْ نصنف ألفاظا،مثل: يحرث،يزرع،سواقينا،غرسا،نحفر،
ضمن مجال الفلاحة وخدمة الأرض.
- في الحقل الدلالي: الفروق بين الاستعمالات الآتية:
-ندب فلان فلانا: دعاه إلى القيام بمهمّة.
-ندب فلان الميّت: بكاه، أيْ عدّد محاسنه.
-ندب فلان حظّه:يرثي حظه.
-انتدب فلانٌ لِفلان: عيّنه، نوّبه، كلّفه.    

أكتشف معطيات النص :
-عمّن يتحدّث الشاعر؟ وإلى مَنْ يتوجّه بالنّداء؟
- يتحدّث الشّاعر في هذا النّصّ عن حضارة الغرب وطيشها وتدميرها لقدرات الشعوب
العربية وتجهيلها.والخطاب موجّه إلى أخيه العربي.
-ماالقضية الّتي يلفتُ انتباهنا إليها ؟
- يلفتُ انتباهنا إلى قضية انغماس الغرب في ماديته وتخلّف إنسانيته بكلّ وحشية.
-ماذا خلّف "الغربي" في بلاد العرب في رأي الشاعر؟
- خلّف الدّمار والجهل وكلّ أنواع التّخلّف...
-أين نجد نبرة العتاب الصّريح في النّصّ ؟
- نجد نبرة العتاب الصّريح في الوحدة الأخيرة من النّصّ،عندما ينهاه عن الندب والبكاء.    

أناقش معطيات النص :
-بِمَ توحي لك عبارة " ولو أردنا نحن ما عمّا " ؟
- توحي بالإرادة السياسية للأنظمة العربية كقوّة واحدة تصدّ العدوان الغربي.
-اختلفت إيحاءات الشاعر من طبيعية وسياسية، وضّح الطبيعية منها.
- اختلفت إيحاءات الشاعر في هذا النّصّ، منها الإيحاء السياسي الذي يعكس حالة البلاد
العربية بعد الخراب والدّمار الّذي خلّفه الاستعمار، وإيحاءات طبيعية تمثّلت في الحديث
عن الأرض والزّرع والحرث...
-لتركيز الشّاعر على ضمير المخاطب المفرد في بداية كلّ مقطع غاية، فِيمَ تكمن ؟
- يكمن تركيز الشّاعر على ضمير المخاطب المفرد في بداية كلّ مقطع، هو وضْعُ العربي
في قلب الحقيقة و واجهه بركونه ولا مبالاته وضعفه الّذي أخّره في جميع مجالات الحياة.
-هل استطاع أنْ يشخّص مفهوم الأصالة ؟
- نعم،وذلك من خلال ذمّه للفكر الغربي والدعوة إلى التشبّت بالوطن والعودة إلى تقاليده
وعاداته...
-ما البعد الذي يمكن استخلاصه من ارتباط الشّاعر بالأرض ؟
- البعد الّذي يمكن استخلاصه من ارتباط الشّارع بالأرض،هو بعد وطني بالإضافة 
للبعدين الاجتماعي والإنساني.
-ما موقف الشّاعر من حضارة الغرب ؟
- موقف الشّاعر من حضارة الغرب، هو موقف سلبي، إذْ يذمّ اللإنسانيتها تجاه أخيه العربي
أحدد بناء النص :
-لِمَ نوّعَ الشّاعر بين الخبر والإنشاء؟ مثّل لكلّ أسلوب مع بيان الغرض.
- نوّع الشّاعر بين الخبر والإنشاء لتنويع الخطاب، ففي الخبري فهو في مقام الوصف 
وتقرير الحقائق وإصدارالأحكام النقدية كما هو في كلّ سطرين أوّلين من كلّ خماسية،
حيث نجد الشّاعر مثلا يقرر في الأولى ما أقدم عليه الغربي بعد انتصاراته في الحروب، وأمّا
الإنشاء فقد ورد في مواقف الحث والتشجيع متمثلا في الأمر والنّهي، مثل:لا تهزج واركعْ.

تكملة الشرح الثاني : 

-ما اللّون البياني الّذي يعكس نفسية الشّاعر؟ وما الأحاسيس الّتي أفصح عنها في هذه
القصيدة ؟
- اللّون البياني الّذي يعكس نفسية الشّاعر هو ظاهرة التّشخيص، وهي شكل من أشكال
الاستعارة المكنية، وهي معتمد شعراء الرومانسية، وعن طريقه يبعثون الحياة والفكر في 
الجماد والحيوان ليعبّروا عن المعاني الإنسانية المختلفة، ومن خلالها أفصح عن السّخط 
والغضب على الغرب،مثل قوله: "لأنّ الجوعَ لم يتركْ...".
-استخرج من المقطع الثالث المجازات اللغوية، وبيّن نوعها وأثرها في الكلام.
- المجازات اللّغوية في المقطع الثالث،هي:" كوخاً هدّه المدفع"،و"جفّت سواقينا"،و"هدّ
الذّّلّ مأوانا"وهي استعارات مكنية شخّص فيها الشاعر الشيء المعنوي في صور محسوسة.
-أورد الشّاعر بعض المعاني المتقابلة، ما المحسّن البديعيّ الّذي جسّده في المقطع الرّابع
- على سبيل المثال -؟ اُذكره مبرزاً أثره النّفسيّ .
- المحسّن البديعي الّذي جسّده في المقطع الرّابع،هو طباق السّلب بين: قد تمّ / ما تمّا، 
و بين: قد عمّ / ما عمّا، وكان أثره قويّاً في نفسية الشّاعر بسبب انقسامنا و تخاذلنا.
-نزعة الخطاب بارزة في ثنايا النّصّ، انْفِ هذا الحكمَ أو اثْبِتْهُ بتحديد أهمّ الخصائص 
المجلّيّة لنمطه.
- نزعة الخطاب بارزة في النّصّ، لأنّ الشّاعر مزج بين نمطين، تمثّل الأوّل في السّرد 
والوصف في أوّل كلّ سطرين من كلّ وحدة، بينما اعتمد بعد كلّ سطرين على النمط
الإرشادي الإيعازي، زمن مؤشراته الجمل الطلبية.
-علام ينمّ تنوّع القافية في القصيدة ؟ وفيم تمثّلت فائدته في النّصّ ؟
- ينمّ تنوّع القافية على الرغبة في التجديد والتحرّر، وفائدته التنوّع في الموسيقى وكسر
الرتابة وعدم الملل الّذي يناسب الحالة الشعورية لموضوع النّصّ.    

أتفحص الاتساق و الانسجام :

-ما الروابط الّتي اعتمدها الشّاعر في بناء نصّه ؟
- الروابط الّتي اعتمدها الشّاعر في بناء نصّه لأجل إخراجه في نسق منسجم محكم،لفظة
" أخي"الّتي قسّم – من خلالها – قسّم نصّه إلى مقاطع خماسية،فبالإضافة إلى ما تحمله
من دلالات، فقد ساهمت في ربط الوحدات وتناسقها، حيث نشعر أنّ الخطاب في كلّ
مرّة يعود إلى المخاطب نفسه ولا يبتعد عنه.وبالإضافة إلى ذلك استعان الشّاعر بجملة من 
الرّوابط وخاصّة حروف الجر والعطف. ومن مظاهر الانسجام أيضاً ارتباط النّواهي
بالأوامر، فكلّ نهي عن فعل أُتْبِعَ بأمر، وهذا في كلّ سطر ثالث و رابع من كلّ وحدة.
-علام يدلّ تكرار الرّابط " بل" ؟ ما معناه وما وظيفته الدّلالية ؟
- يدلّ تكرار الرّابط " بل " على الرّفض والإضراب، و وظيفته الدّلالية النّفي والإثبات.
-ارتبط الأمر بالنّهي في أكثر من مقطع في القصيدة، ما السّبب ؟
- السّبب في ارتباط الأمر بالنّهي في أكثر من مقطع في القصيدة، هو اعتماد الشّاعر على
النزعة الخطابية الّتي تنمّ عن تذمّر الشّاعر ممّا آلت إليه الأمور.
-ماذا أفادت "لو" في قول الشّاعر: " ما لو لم نشأه نحن ما تمّا " ؟
- أفادت "لو" في قول الشّاعر الشرط المقرون بنفي، بمعنى نفي التحقيق بنفي المشيئة.
-أعرب " اتَّبِعْنِي " ، " نواري " .
- اتَّبِعْنِي: فعل أمر مبني على السّكون،والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، والنون للوقاية
مبنية على السّكون لا محلّ لها من الإعراب، وياء المتكلّم مبنية على السّكون في محلّ نصب
مفعول به.
- نواري:فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة عل الياء منع من ظهورها الثّقل، والفاعل
ضمير مستتر تقديره " نحن " .
-صرّف الفعل " نناجي " في الأمر .
- تصريف الفعل " نناجي " في الأمر:
-أنتَ ناجِ، أنتِ ناجيِ، أنتما ناجِياَ، أنتم ناجوا، أنتنّ ناجين. 

أجمل القول في تقدير النص:
-ما النّزعة الموجودة في النّصّ ؟ ولماذا ؟
- النّزعة الموجودة في النّص نزعة تنديدية صارخة بحضارة الغرب القائمة على الظلم 
والبطش و....
-توجد في النّص مسحة رومانسية تجديدية، أشرْ إليها .
- المسحة الرومانسية التجديدية الموجودة في النّصّ، تمثّلت في تنويع القافية واللّغة البسيطة
ذات البعد الإيحائي .

الشرح الثالث : 

دعنا ننظر في أخي قصيدة ميخائيل نعيمه، فعنده سنجد ما نريد، كنوزاً لا مثيل لها في لغتنا، كنوزاً تثبت في المقارنة لأروع شعر أوربي• 
قصيدة وطنية قيلت في أواخر الحرب الماضية أو بعدها، فهي إذن مما نُسميه أدب الملابسات الذي كثيراً ما نتناقش في إمكان اعتباره أدباً خالداً أم لا، وفي فنائه بانقضاء ظروفه أم بقائه بعدها، بل في طبيعة هذا البقاء أهو على نحو ما تبقى الوثائق التاريخية مغبرة في دار المحفوظات أم كأدب دائم الحياة دائم الهز للنفوس؟أخي؟ إنْ ضج ّبعد الحرب غربيٌ بأعمالهوقدَّس ذكر من ماتوا وعظم بطش أبطالهفلا تهرج لمن سادوا ولا تشمت بمن دانابل اركع صامتاً مثلي بقلب خاشع دام لنبكي حظ موتانانفَسٌ مرسل وموسيقي متصلة، فالمقطوعة وحدة تمهد لخاتمتها، وفي هذا ما يشبع النفس
ألا ترى كيف يعدك للصورة التي يدعوك إلى مشاركته فيها! إذا ضج الغربي بأعماله وقدس موتاه وعظم أبطاله، فلا تهزج للمنتصر، ولاتشمت بالمنهزم، لأنه لا فضل لك في هذا ولا ذاك، وما أنت بشيء، وأنت أحق بأن تحزن، وأجدر بأن يخشع قلبك فتركع صامتاً لتبكي موتاك، أية ألفة في الجو، وأية قوة في إعداده؟أخي! فأنا إذن شريكه في الإنسانية، وأنا قريب منه وهو قريب مني، ومتى قربت استطاع أن يهمس لأنني سأسمعه، وسيُشجيني صوته الرقيق القوي المباشر، وهو ينقل إليّ قوة إحساسه بفضل قدرته على اختيار اللفظ الذي يستنفد الإحساس إنْ ضج غربي بأعماله والضجيج لفظ بالغ القوة لجرس حروفه وقوة إيحائه، وهو يضج بأعماله لا بالمبالغات الكاذبة•  الغربي
يقدس ذكر من ماتوا وهذه ألفاظ لينة جميلة مؤثرة غنية•  فيها قدسية الدين، فيها نبل الوفاء، فيها جلال الموت• 
مشاعر شتى تجمع إلى النفس ثروة رائعة•  وهو يعظم بطش أبطاله•  أي قوة في تتابع هذه الحروف المطبقة ظاء ثم طاء وطاء•  أعد هذه الجملة على سمعك ثم انصت إلى قوتها التي تملأ فمك، كما تملأ الأذن•  ثم إن التعظيم غير التحية أو التبجيل، والبطش غير الشجاعة أو الإقدام•  البطش شيء يصعق وهو يدعوني إلى ألا أهزج لمن سادوا والهزج غير الفرح، إنّ الهزج غناء، والسيادة لفظ حبيب إلى النفس وكأنّه مثال تهفو إليه، ولهذا فهو يحركها وله فيها أصداء مدوية ولا تشمت بمن دانا والشماتة شعور خسيس تركز في هذا اللفظ لكثرة مروره بنفوسنا جميعا، لفظ يحمل شحنة من الإحساس•  وما أحقرها شماتة تلك التي نستشعرها لمن دان! نعم ما أحقر أن نشمت من جثة هامدة! بل مالي أضعف من قوة الشاعر وفي قوله: من دانا ما يثيرني فوق ما تثيرني الجثث والأشلاء؟ لأن من دانا قد ذل والذل أشق على النفس من الموت، والموت كرامة إذ لم يكن بدّ من الهوان• ليس لي إذن أن أهزج لمن ساد، أو أن أشمت بمن دان، وإنما عليّ أن أركع مثل الشاعر، صامتاً بقلب خاشعٍ دامٍ لنبكي حظ موتانا•  وهذه نغمات دينية•  ونحن بشر تستطيع أقلامنا أو ألسنتنا أو عقولنا أن تهذي كما تشاء، وأما قلوبنا فمؤمنة، واللهفة إلى الله لا تكاد تُفارقنا حتى نعود إليها، وبخاصة إذا قست علينا الحياة أو قسونا نحن على أنفسنا•  وها نحن اليوم يقودنا الألم إلى كنف الله• 
الغربي يقدس ذكر موتاه ويعظم بطش أبطاله، فمالي أنا أهزج لمن ساد وأشمت بمن دان وما أنا بشيء؟ وإنه لعزيز على كل نفس ألا تكون شيئاً، وما أخلقني عندئذ أن ألتمس رحمة ربي أنا وأخي الذي يجمعني به الألم الإنساني المشترك، ذلك الذي لا يعرف وطناً ولا قومية•  ونحن سنركع صامتين، خاشعة قلوبنا الدامية•  أنصت إلى كل هذه الكلمات! أنصت إليها واستشعر جلالها، استشعره بقلبك ثم تصور الصورة وما فيها من جمال التصوف ورهبة الدين ونبل الخشوع الصامت الدامى•  سنركع صامتين، لأن الله سيعمر قلوبنا، وقد خلت إلاّ منه•  صامتين، لأن خشوع الموت سيملؤنا رهبة وهو بعد موت قد حرّم حتى العزاء•  موت يدمي القلوب ويعقد اللسان؛ لأن إخواننا لم يصيبوا مجداً ولا رفعوا للوطن ذكراً•  الموت محنة فكيف به إذا لم يخلف عزاء؟ كيف به إذا لم يرفع من قلب أو يخلد أثراً؟ تعاليى إذن نبكِ حظ موتانا•  حظهم المؤلم التعس المحزن• هذا هو الشعر الذي لا أعرف كيف أصفه؟، فيه غنى صادر عما تحمل الألفاظ من إحساسات دقيقة صادقة قريبة من نفوسنا، أليفة إليها، إحساسات ركزناها منذ أجيال• 
عزة الغربي المجاهد الشجاع اليقظ، ثم ألمنا وقد أصبحنا لا نجد أمامنا سوى الركوع خاشعين والبكاء في صمت على إخواننا المهدرين•  وتتراوح المشاعر المختلفة فتزداد قوة•  أو لا ترى كيف أن ضجيج الغربي بأعماله وتقديسه لذكر موتاه وتعظيمه لبطش أبطاله قد زاد من حزننا مرارة؟ وأخيراً فيه الموسيقى: الشعر من بحر الوافر ولكنه متّصل باتصال الإحساس حتى لا أكاد أرى فيه ذلك الإيقاع الذي يفسد الكثير من موسيقى شعرنا عندما تستقل الأبيات: موسيقاه مما يسميه الأوربيون ترنيما وفي هذا ما يماشي الحزن المتصل والألم الخشوع :

تكملة الشرح الثالث الجزء الثاني : 

أخي• •  إنْ عاد بعد الحرب جنديٌ لأوطانهوألقى جسمه المنهوك في أحضان خلاّنهفلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خلانالأن الجوع لم يترك لنا صحبا نناجيهم سوى أشباح موتاناوها نحن من جديد أنا وأخي، نشهد الجندي يعود إلى أوطانه، ومن اغترب يعرف معنى هذه العودة، فما بالك إذا كانت عودة تستنقذك من مخالب الموت؟ والجندي يعود مكللاً بعزة النصر، فيلقي جسمه المنهوك في أحضان خلانه لست أدرى ما مصدر التأثير في البيت، أهو في هذه المدَّات الثلاث: منهوك - أحضان - خلان التي توحي بالتأسي والراحة والحنان، أم هو في إلقاء المنهوك جسمه بين أحضان خلانه؟ جسم منهوك يلقى بين الأحضان، أي صدق في العبارة؟ وأي صدق في التأثير؟ ثم أي تجسيم للصورة التي نكاد نراها؟ وأما نحن فسنعود من الحرب منهوكين، كما يعود كل الجند، ولكننا لن نلقى خلانا تتلقانا أحضانهم، وأنَّى لنا بهم والجوع لم يترك لنا صحباً نناجيهم سوى أشباح موتانا؟ أبعد هذا نختلف في حقيقة الشعر، ونروح نهذي بفحولة العبارة وجدّة المعنى، واشراق الديباجة؟ أبعد هذا نتخبّط في معنى الأدب، فيذهب البعض إلى أنه الحثّ على مكارم الأخلاق والعدل الاجتماعي واصلاح النظم؟؟ ودع عنك ما في قوله ثم ما لو لم فهذه أربعة مقاطع أو خمسة مقاطع متلاحقة ومنفصلة تكثر فيها الميمات؛ لذا فهي صعبة النطق في انسجام، ثم انظر فيما دون ذلك فالبلاء قد عم، ألفاظ قوية تعبّر عن إحساس قوي• 
وما ينبغي لنا أن نندب وإلاّ أضفنا الحمق إلى الألم، ومتى أنصتتْ أذن الغير إلى شكوى الناس، وبخاصة إذا كان هؤلاء الناس ممن لا يهمهم أمرنا؟ وإذن فليس لي إلاّ أنْ آخذ الرفش والمعول، وأن أتبع أخي الذي يدعوني في أسى إلى أن نواري موتانا•  من منا لا يرى هذه الصورة المحزنة؟ من منا لا يحس بدعوة الأخ لأخيه، كي يتبعه وقد سار إلى الجثث الملقاة في العراء في خطى متثاقلة، معوله على كتفه وأخوه من خلفه واجم النفس حزين الفؤاد؟والشاعر لا يكتفي بالأموات بل يهم بضم الأحياء إليهم، وقد تهيأ الجو وحميت الأنفاس فإذا به في القمة، وتأتي القصيدة وحدة موسيقية نفسية تنتظم مقطوعات موحدة لا يزال بعضها يكمل بعضاً، وتنمو بنمو الإحساس المتصاعد إلى الأشباح حتى تستقر نفس الشاعر:أخي! من نحن•  لا وطنٌ ولا أهلٌ ولاجارُإذا نمنا، إذا قمنا، ردانا الخزيُ والعارُلقد خمَّتْ بنا الدنيا كما خمّتْ بموتان ا
فهات الرفشَ واتبعْني لنحفر خندقاً آخر نوارى فيه أحياناوهذه هي المقطوعة الأخيرة التي بلغت غاية الألم•  ولكني لستُ أدرى هل توحي إلى القارىء بما توحي به إليّ أم لا؟ إني أحس فيها إثارة لهمتي وتحريكاً لمعاني العزة في نفسي• 
فأنا لا أومن بأن الدنيا قد خمت بنا، كما خمّت بموتانا، وأنا لا أرضى أنْ أُوارى التراب حياً•  إن في هذه النغمات ما يلهب وطنيتي بل إنسانيتي، وهكذا تنتهي القصيدة إلى هذا الدرس النبيل•  والشاعر بعد لم يعظ ولم يُشد بالوطنية، ولا دعاني إلى شيء من تلك المعاني الضخمة التي نتشدق بها، وإنما أشعرني ببؤسي و مالي وطن ولا أهل ولا جار وما أرتدي إن نمت أو قمت غير رداء• 
ويذهب آخرون إلى أنه الأفكار العظيمة والتفكير الكبير والصنعة المدهشة والأسلوب الفني!!أخي! إن عاد يحرث أرضه الفلاح أو يزرعْلبيني بعد طول الهجر كوخاً هذه المدفعْفقد جفَّتْ سواقينا وهدَّ الذلُ مأواناولم يترك لنا الأعداء غرساً في أراضينا سوى أجياف موتاناأية بساطة في التصوير؟ وأي قرب من واقع الحياة؟ تلك التي تعضني وتعضك: حياة الفلاح الذي يحرث ويزرع بعد أن يبني كوخه من جديد؛ وأما نحن فقد جفت سواقينا
 

تكملة الشرح الثالث الجزء الثالث : 

عبارة ساذجة، ولكن كم لها في النفس من أثر•  سواقينا التي ألفناها•  سواقينا العزيزة التي خلفها لنا الآباء•  ولقد هد الذل مأوانا ثلاثة ألفاظ قوية نافذة جبارة، لا تستطيع أن تستبدل بأي منها غيره دون أن تفسد الشعر وتذهب بقوته، هدّ الذل مأوانا فهو لم يهدمه والهدم شيء مبتذل•  هد لفظ موجز مركز موح مصور•  وهو قد هدّ مأوانا، فلم يهد بيتنا ولا دارنا ولا منزلنا ولا قريتنا بل ولا وطننا•  هد مأوانا الذي نحتمي به ونستر خلف جدرانه آلامنا•  ثم ما الذي هدّ هذا المأوى؟ إن الحرب لم تهدّه، ولالبنيانه من جديد، كما سيبني فلاح الغرب كوخه، إنّما الذي هدّه هو الذل؛ لفظ دالٌ ثقيل، ثقيل كالصخر•  لفظ بغيض مخيف مثير، هدّ الذل مأوانا، ولم يترك لنا الأعداء غرساً في أراضينا غير أجياف موتانا، وما آلمه من غرس! تلك الجثث الهامدة، التي ترقد تحت التراب في غير مجد ولا عزاء• أخي! قد تم مالو لم نشأْهُ نحن ما تـمّاوقد عمّ البلاءُ ولو أردنا نحن ما عمّافلا تندب فأُذْنُ الغير لا تصغي لشكوانابل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفش والمعول نواري فيه موتاناالخزي والعار• 
لقد هم الشاعر بأن يدفنني حيا، فنفرت عزتي وهاجت شجوني•  إنني أقوى نفساً وأعزّ جانباً، وأحمى شجاعة وإن كنت قد أدركت بؤسي، بل ربما لأنني قد أدركت مدى ذلك البؤس• والآن أليس هذا هو الشعر المهموس الذي ندعو إليه؟ أليس هذا هو الشعر الإنساني الذي نهتز لنغماته•  إنّ بينه وبين الكثير من شعراء مصر قرونا، وإنّه لمن الظلم أن يرتفع بعد ذلك صوت يحاول أن ينكر على هؤلاء الشعراء، نعيمة وإخوانه بالمهجر، أنهم هم الآن شعراء اللغة العربية، وأن شعرهم هو الذي سيصيب الخلود•