موضوع انشاء عن الايثار كامل ومفصل

إجابة معتمدة
من فضلكم ابغي منكم موضوع  انشاء عن الايثار كامل ومفصل واتمة عن الايثار وايضا بحث عن الايثار في الاسلام و موضوع تعبير عن الايثار والتسامح وماهو الايثار الى من سال السؤال التالي : من فضلكم ابغي منكم موضوع  انشاء عن الايثار كامل ومفصل واتمة عن الايثار وايضا بحث عن الايثار في الاسلام و موضوع تعبير عن الايثار والتسامح وماهو الايثار, انشر  لك الحل الكامل عزيزي وهو كالتالي :

الإيثار تقديم الإنسان غيره على نفسه فيما هو في حاجة إليه من أمور الدنيا، وتقابله الأثرة، وهي: استبداد الإنسان بالشيء وتسلطه عليه دون غيره.
فالإيثار أعلى درجات المعاملة مع الناس، ويليه العدل، وهو كما سبق اختصاص كل إنسان بحقه، وأسوأ درجات المعاملة الأثرة. وإن الإيثار يرفع المجتمع إلى قمة الأمن، لأن أفراده ارتفعوا عن حظوظهم الدنيوية، وآثر بها كل فرد أخاه، فهو لا يفكر في أخذ حقه كاملاً فضلاً عن التفكير في الأثرة والاستبداد.

والعدل يجعل المجتمع يتمتع بالأمن، لأن أفراده لا يفكرون في ظلم بعضهم بعضا، وإنما يحاول كل منهم أن يحصل على حقه كاملا، وأن لا يقع منه على صاحبه ظلم في شيء، فلا يظلم ولا يظلم.
ولا شك أن هذه الدرجة دون الأولى، لما يحصل فيها من المشاحة والمطالبة بالحقوق، وقد ينجم عن ذلك نزاع وخصام، ولكن ذلك لا يخل بالأمن، ما دام كل واحد وقافاً عند حقه غير طامع في حق سواه.

أما الأثرة فهي الوباء الفتاك الذي يجتث جذور الأمن من أساسها: إذ يكون أفراد المجتمع لا هم لهم إلا الحصول على أكبر قسط من الحطام الفاني، سواء كان الحصول عليه بالحق أم بالباطل، وصاحب القوة هو صاحب الأثرة والاستبداد.
لهذا تجد مجتمع الأثرة مجتمعا متنافسا في الدنيا متسابقا على حطامها، يحاول كل فرد وطائفة أن يقوي نفسه حتى يتمكن بقوته أن يستأثر ويستبد، فيسود ذلك المجتمع القلق والتصارع والقتال والثارات، وبذلك يختل أمنه، وينتشر الخوف بين أسره وأفراده، وكلما كان الإنسان أكثر أثرة، كان أكثر بعداً عن طاعة الله، لأن طاعة الله تعالى إذا توافرت في الإنسان، قل طمعه في الدنيا، وخفت الأثرة عنده وطمع فيما هو أكثر رضا لله تعالى.

لهذا حث الله تعالى على الخلق الأسمى، وهو خلق الإيثار الناتج عن الرغبة فيما عند الله، والتخلي عن خلق الشح والحرص، وقد حاز قصب السبق في ذلك أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل المدينة مع إخوانهم المهاجرين، وسجل الله لهم ذلك في كتابه، ليقتدي بهم من جاء بعدهم.

فقال عـز وجل: ((والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)). [الحشر:9].

إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه

ومعلوم أن قدوة الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قدوتهم في كل خلق فاضل، وذكر أمثلة إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه يطول.

فلنكتف بذكر مثال واحد على ذلك:
قال الإمام البخاري رحمه الله: "باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتخليهم من الدنيا "
ثم ساق حديثا لأبي هريرة، رضي الله عنه، أذكره بنصه مع طوله، لما فيه من العبرة والقدوة الحسنة، حيث يؤثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الفقراء بالشرب قبله، ولم يشرب إلا ما فضل بعدهم، وكان جائعا مثلهم.

حدث مجاهد، رحمه الله، أن أبا هريرة، رضي الله عنه، كان يقول: "والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي.
قال: (أبا هريرة) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق)، ومضى، فتبعته، فدخل فاستأذن، فأذن لي، فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن)؟ قالوا: أهداه لك فلان، أو فلانة.
قال: (أبا هريرة) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق إلى أهل الصفة، فادعهم لي) قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال، ولا على أحد، إذا أتته صدقه بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن؟
ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بدٌّ، فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (أبا هريرة) قلت: لبيك يا رسول الله قال: (خذ فأعطهم) قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روي القوم كلهم.
فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: (أبا هريرة) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت) قلت: صدقت يا رسول الله، فقال: (اقعد فاشرب) فقعدت فشربت، فقال: (اشرب) فشربت، فما زال يقول: (اشرب) حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً، قال: (فأرني) فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة". [البخاري (7/179ـ180)]. الجزء الثاني :

وفي الحديث - زيادة على إيثاره صلى الله عليه وسلم أصحابه - تربية غيره على الإيثار، لأن أبا هريرة رضي الله عنه، هو الذي تعرض للرسول صلى الله عليه وسلم، لشدة جوعه، يريد الحصول على ما يقيم صلبه، فجعله ينادي أهل الصفة، وطلب منه أن يسقيهم كلهم قبله - وهذا ما كان يخافه أبو هريرة - ولكنه خاف نفاد اللبن فكثره الله تكريما لنبيه صلى الله عليه وسلم.
وهكذا سما مجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلق الإيثار فضربوا أروع الأمثلة للبشرية في هذا الباب، كغيره من أبواب الخير.

وفي قصة سعد بن الربيع، مع عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهما، عندما آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عرض سعد على عبد الرحمن أن يقاسمه ماله ويتنازل له عن إحدى زوجتيه، فيطلقها فإذا انتهت عدتها تزوجها عبد الرحمن، في هذه القصة مثل رائع للإيثار الذي اتصف به مجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد روى إبراهيم بن سعد، عن أبيه عن جده، رضي الله عنه قال: لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، قال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فأقسم مالي نصفين، ولي أمرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم، فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مهيم) قال: تزوجت، قال: (كم سقت إليها(؟ قال: نواة من ذهب.. [البخاري (4/222)].
إن سعدا رضي الله عنه لم يكتف بعرض نصف ماله على أخيه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وكان المال كافياً للنفقة على نفسه ولأداء مهر لامرأة يتزوجها والإنفاق عليها، لم يكتف سعد بذلك بل أراد أن يتساوى هو وأخوه في الإسلام في كل ما يملك.
وإذا كان سعد الأنصاري قد وصل إلى تلك القمة من الإيثار، فإن عبد الرحمن المهاجري قد وصل إلى قمة الزهد والقناعة والاستغناء بالله عن الناس، فآثر أن يسعى بنفسه في كسب رزقه، حتى أغناه الله.
إن المجتمع الذي يوجد فيه من يؤثر غيره على نفسه، كما يوجد فيه من يزهد فيما عند غيره، ويقنع بما يؤتيه الله ويفضل أن ينفق على نفسه من كسب يده، إن هذا المجتمع جدير أن يعيش في أمن واستقرار يظلله الحب والتعاون والوئام.

ومن الأمثلة الرائعة للإيثار في مجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة الأنصاري وامرأته، مع ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث آثراه بقوت صبيانهما الصغار، وباتوا طاوين من أجل إشباع الضيف، كما روى أبو هريرة، رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يضم أو يضيف هذا)؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: "أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها، فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ضحك الله الليلة، أو عجب من فعالكما)، فأنزل الله: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه، فأولئك هم المفلحون). [البخاري (4/226) ومسلم (3/1624) والآية في سورة الحشر:9]. الجزء الثالث :
وتنافس المجتمع الإسلامي في الإيثار بشئون الدنيا، يقابله تنافسهم في الطاعات التي لم يجعلها الشارع محلا للإيثار، كمتاع الدنيا.
قال ابن القيم رحمه الله: "فالإيثار إما أن يتعلق بالخلق، وإما أن يتعلق بالخالق، وإن تعلق بالخلق فكماله أن تؤثرهم على نفسك بما لا يضيع عليك وقتا، ولا يفسد عليك حالاً، ولا يهضم لك ديناً ولا يسد عليك طريقاً، ولا يمنع لك وارداً، فإن كان في إيثارهم شيء من ذلك، فإيثار نفسك عليهم أولى، فإن الرجل من لا يؤثر بنصيبه من الله أحداً كائناً من كان، وهذا في غاية الصعوبة على السالك والأول أسهل منه.
فإن الإيثار المحمود الذي أثنى الله على فاعله، هو الإيثار بالدنيا، لا بالوقت والدين وما يعود بصلاح القلب" إلى أن قال: "فلم يجعل الشارع الطاعات والقربات محلاً للإيثار، بل محلاً للتنافس والمسابقة. [طريق الهجرتين وباب السعادتين ص529ـ531، طبع الشؤون الدينية بقطر].

والمجتمع الذي يتنافس أفراده في الإيثار بالدنيا ومتاعها، ويتنافسون في الطاعات والقربات، هو المجتمع الذي لا يمكن أن يوجد في الأرض مجتمع مثله ينعم بالأمن والمحبة والسلام.

والذي يتأمل أحوال المسلمين في هذا الزمان، يرى أن الخوف والمحن التي نزلت بهم آتية من فقد هذين الأصلين، وهي ناتجة عن أصلين مضادين لهما، وهما التنافس على حطام الدنيا، والتسابق إلى معاصي الله، والقعود عن التنافس في طاعته.
وذلك هو الشح الذي هلكت به الأمم: الشح بطاعة الله والشح بالدنيا، كما روى جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) [مسلم (4/1996)].

وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته، من الشح الذي يصاحبه نقص العمل الصالح وكثرة القتل، وهو ما نراه في هذا الزمان رأي العين، وهو يزداد كثرة كل يوم.
روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهرج) قالوا: وما الهرج؟ قال: (القتل القتل). [البخاري (7/82)].

وينبغي أن لا يغيب عنا، أن صفة الإيثار صفة نادرة، لا يملكها إلا نادر المتقين من عباد الله، وأنه لا يُطمع في كثرة أهلها في المسلمين، ولكنها ليست مستحيلة، ولا هي مما لا يطيقها المكلفون، ويستطيع من جاهد نفسه على طاعة الله وتقديم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، ويدفعه إليه هواه، أن يحقق من الإيثار ما حققه في جهاد نفسه لله...

ومع علمنا بندرة صفة الإيثار وأهلها، يجب أن نوطن أنفسنا على التزام رتبة العدل، وهي الرتبة الثانية من التعامل فيما بيننا، فنلجم أنفسنا عن الظلم والعدوان، ونعطي كل ذي حق حقه، في كل شئون الحياة، ليتحقق الأمن، وينتفي الخوف والقلق، وفي ذلك فضل كثير وخير وفير، تسعد به الأمة، وتزول به المخاطر وتنقشع الغمة، وإن لم يرق إلى درجة الإيثار، وليبق الإيثار هدفا لنفوس أكثر طموحا إلى الدرجات العلا، وأعظم طلبا للاستباق إلى رضا المولى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.