ما الفرق بين الرسول والشاعر

إجابة معتمدة
ما الفرق بين الرسول والشاعر وقد اتهم كفار قريش الرسول بأنه شاعر عندما دعاهم لعبادة الله وأخذ يتلو عليهم آيات من القرآن الكريم كما وزعم المشركين بأن هذا القرآن من تأليف على الرغم من عجزهم عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن. اقدم لكم احبابنا الاعزاء افضل واتقن الاجابات من موقعكم المميز موقع فور لوز التعليمي  ما الفرق بين الرسول والشاعر وقد اتهم كفار قريش الرسول بأنه شاعر عندما دعاهم لعبادة الله وأخذ يتلو عليهم آيات من القرآن الكريم كما وزعم المشركين بأن هذا القرآن من تأليف على الرغم من عجزهم عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن.

الاجااابة

بيان الفرق بين الرسول وبين الكاهن والشاعر

وقد رد الله سبحانه وتعالى في هذه السورة نفسها على كلا الدعويين: دعوى أنه شاعر ودعوى أنه كاهن، فأما الكهان فأخبر عنهم بهذه الأوصاف: ((وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ))[الشعراء:210-211] فالكهان إنما يتلقون إفكهم عن الشياطين، والنبي يأتيه الملك بالوحي من عند الله، فهما طرفا نقيض؛ إذ الكاهن يأتيه الشيطان أو المارد من الجن بالخبر الذي استرقه من السماء، أو ما يوحي به الشيطان الأكبر إلى أوليائه ليوحوا به وليقذفوه إلى هؤلاء الكهان.
فالوحي الإلهي غاية في الصدق، وخبر الكاهن في غاية الكذب والدجل والافتراء، فالأول من عند الله، والثاني من عند عدو الله، فكيف يتجرأ الكفار فينسبون النبي إلى الكهانة؟ أليس هذا محض الظلم والإفك والافتراء.
وأما الدعوى الثانية فالرد عليها هين، قال تعالى: ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ))[الشعراء:224-226] فأبعد شيء أن يكون الرسول صلوات الله وسلامه عليه شاعراً أو تلقى هذا عن شاعر، فالشعراء يتبعهم الغاوون، وهذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه إنما يتبعه الهداة المستقيمون، الذين باتباعهم له تزول غوايتهم وانحرافهم وضلالهم، ويتحولون من قطّاع طرق، وسفاكي دماء، ومن غافلين عن الله واليوم الآخر، ومن مجرمين وقساة غلاظ الأكباد؛ إلى أولئك البشر الذين لم تشهد هذه الدنيا ولم يطأ هذا التراب أفضل منهم، ولا أطهر من أخلاقهم وأبر منهم.
والشعراء في كل أمة -إلا من استثناهم الله سبحانه وتعالى- معلوم أتباعهم، فإن التابع يدل على المتبوع، فإن عرفت من يحب أحداً ويتبعه ويواليه وينصره، فقد عرفت ذلك الرجل: ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ))[الشعراء:224-225].
وشتان بين القرآن أو بين ما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الشعر، تجد الشاعر اليوم يمدح وغداً يذم، وكلما تغزل بامرأة أقسم الأيمان أنه ليس في الدنيا أجمل منها، وعما قريب يذكر أخرى، فيعيد الأيمان والأقسام والتأكيدات والتشبيهات على أنها أجمل ما في الوجود، ثم يذكر الثالثة وهكذا، وكل قضية يأتي بها يكذب فيها بما يناقض ما قاله في قضية أخرى.
وهم في كل واد يهيمون؛ فتجدهم في أودية الغزل والمديح والرثاء والشهوات والشبهات، لكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه يأتي بالحق والفصل الذي ليس بالهزل، دعوته واحدة؛ وهي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ودعوة الناس إلى أن يستقيموا وأن يعبدوا الله وأن يزكوا أنفسهم مما بها من الشرك والمعاصي، وأن يطيعوا ربهم، وأن يعرفوا الله سبحانه وتعالى، وأن يفكروا في مصيرهم ومآلهم بعد هذه الحياة، فهي دعوة واحدة، دعوة حق لا تضطرب ولا تتناقض، فكيف يشتبه عليهم الرسول بالشاعر؟