ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة

إجابة معتمدة
من فضلكم احبتي اريد منكم المساعدة في معرفة ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة وما هو فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعها و لماذا شرع الله الحج و اتمنى منكم المساعدة في معرفة دليل مشروعية الحج. موقع فور لوز التعليمي يقدم لكم افضل الاجابات عن السؤال القائل من فضلكم احبتي اريد منكم المساعدة في معرفة ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة وما هو فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعها و لماذا شرع الله الحج و اتمنى منكم المساعدة في معرفة دليل مشروعية الحج.

الاجاااابة

تجيب على هذه الفتوى لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية :

لا وصول إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالتَّنزُّهِ عن طغيان الشهوات، والخروج عن غفلة اللذات، والتجَرُّد لله سبحانه في الحركات والسَّكَنَات؛ ولأجل هذا انفرد الرهبانيون في الملل السالفة عن الخلق، وآثروا التوحش عنهم؛ لطلب الأُنْسِ بالله عز وجل، فتركوا لله عز وجل اللذَّات الحاضرة، وألزموا أنفسهم بالمجاهدات الشَّاقَّة؛ طَمَعًا في الآخرة، وأثنى الله عليهم في كتابه فقال: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} {المائدة: 82}، فلمّا اندرس ذلك، وأقبل الخلق على اتباع الشهوات، وهجروا التجرد لعبادة الله وفتروا عنه - بعثَ الله عز وجل نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم لإحياء طريق الآخرة، وتجديد سنة المرسلين في سلوكها، وشَرَع الحجَّ للناس؛ سياحةً لهم؛ تجرُّدًا لله تعالى، وتهذيبًا وتربيةً لنفوسهم في طريقهم إليه سبحانه؛ فقد رُوِي أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي السِّيَاحَةِ، فقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى».

والحجُّ نوع من أنواع الجهاد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» ، ورُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الْحَجُّ جِهَادٌ، وَالْعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ».

كما رُوِي أن رَجُلا جاء إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لا شَوْكَةَ فِيهِ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «حَجُّ الْبَيْتِ»، فأنعم الله عزَّ وجلَّ على هذه الأمة بأن جعل الحج رهبانية لهم.

وشرَّف البيت العتيق بإضافته إلى نفسه تعالى، ونصبه مقصِدًا لعباده، وجعل ما حواليه حرمًا لبيته؛ تفخيمًا لأمره، وجعل عرفات كالميزاب على فناء حوضه، وأكد حرمة الموضع بتحريم صيده وشجره، ووضعه على مثال حضرة الملوك يقصده الزوار من كل فج عميق، ومن كل أوب سحيق، شُعْثًا غُبْرًا، متواضعين لرب البيت، ومستكينين له؛ خضوعا لجلاله، واستكانة لعزته، مع الاعتراف بتنزيهه عن أن يحويه بيت، أو يكتنفه بلد، ليكون ذلك أبلغ في عبوديتهم، وأتم في إذعانهم وانقيادهم؛ ولذلك وظَّف عليهم فيها أعمالا لا تهتدي إلى معانيها العقول؛ كرمي الجمار بالأحجار، والتردد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار، وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال العبودية؛ فإن ترددات السعي، ورمي الجمار، وأمثال هذه الأعمال - لا باعث في الإقدام عليها إلا قصدُ الامتثال للأمر؛ من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط.