صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه

إجابة معتمدة
احتاج الي ان اعرف ما هي صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، واريد ان اعرف ما هي أشهر الأحاديث المنتشرة عن رمضان ولا تصح، الرجاء منكم ارسالها لي لاني احتاج لها بسرعه كبيرة اتمني منكم الاجابة علي اسئلتي وشكرا لكم. احضرت لكم افضل اجابة عن سؤالكم اخواني للسؤال الذي يقول احتاج الي ان اعرف ما هي صحة حديث اتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، واريد ان اعرف ما هي أشهر الأحاديث المنتشرة عن رمضان ولا تصح، الرجاء منكم ارسالها لي لاني احتاج لها بسرعه كبيرة اتمني منكم الاجابة علي اسئلتي وشكرا لكم.الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث المذكور : مكذوب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم :

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2238) ، والشاشي في "مسنده" (1224) ، والحسن الخلال في "أماليه" (66) ، والبيهقي في "القضاء والقدر" (60) ، من طريق مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا ، وَحَضَرَ رَمَضَانُ:

( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ ، فِيهِ خَيْرٌ يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلَائِكَةٍ ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ ) .

والحديث علته محمد بن قيس ، فإنه كذاب ، واسمه محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشهير بالمصلوب .

والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4783) وقال :" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ ; وَلَمْ أَجِدْ مَنْ تَرْجَمَهُ ". اهـ .

قال الحافظ برهان الدين الناجي في "عجالة الإملاء" (2/822) :" وشيخنا الحافظ ابن حجر أفاد بخطه على حاشية نسخته بمجمع الهيثمي : أن محمداً المذكور هو المصلوب ، وهو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشامي ، روى له الترمذي وابن ماجة. كذا نسبه في تهذيب الكمال وتهذيبه وتقريبه.

وقد قيل: إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه، ليخفى.

فقال شيخنا: قلت: "محمد بن أبي قيس هذا : هو محمد بن سعيد المصلوب ، وهو متروك متهم بالكذب ". اهـ .

وقال الشيخ الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (892) :" موضوع ".

وأجود من هذا الحديث الموضوع ، في هذا الباب : حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الذي أخرجه النسائي في "سننه" (2106) ، وأحمد في "مسنده" (7148) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1429) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8867) ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ :

( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ) .

والحديث في إسناده انقطاع ، بين أبي قلابة الجرمي ، وأبي هريرة رضي الله عنه ، فروايته عنه مرسلة ، كما ذكره العلائي وغيره .

لكن : حسنه الجوزقاني في "الأباطيل والمناكير" (473) ، وقال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (999) :" صحيح لغيره " . وينظر: حاشية "المسند" ، ط الرسالة (12/59).

 والحديث يعد أصلا في جواز تهنئة الناس بعضهم بعضا برمضان ، قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" (147) :" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) .

قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ". اهـ ،

وقال القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/1365) في شرحه لهذا الحديث :" وَهُوَ أَصْلٌ فِي التَّهْنِئَةِ الْمُتَعَارَفَةِ فِي أَوَّلِ الشُّهُورِ بِالْمُبَارَكَةِ " . اهـ .

وفي "حاشية اللبدي" (1/99) :" وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر ، كما يعتاده الناس ، فلم أر فيه لأحد من أصحابنا نصًّا. وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان.

وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (3/512) تعليقا على حديث توبة كعب :

" وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ تَهْنِئَةِ مَنْ تَجَدَّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ دِينِيَّةٌ ، وَالْقِيَامِ إِلَيْهِ إِذَا أَقْبَلَ ، وَمُصَافَحَتِهِ ، فَهَذِهِ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ ، وَهُوَ جَائِزٌ لِمَنْ تَجَدَّدَتْ لَهُ نِعْمَةٌ دُنْيَوِيَّةٌ ". اهـ