خطبة عن الوطن المملكة العربية السعودية

إجابة معتمدة

الحمد لله علَى إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وَحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهَد أن نبيّنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،  اما بعد: أيها المسلمون / وإذا كانت محبّة الأرض والوطن سُلوكا فطرياً، فكيف تكون المحبة وذلك الولاءُ حينما يكون ذّلك الوطن هو مهْبِط الوحي، ومنبع الرسالة؟! منه انطلقت الدعوة المحمديّة، وعبْر بوّابته دخل الناس في دِين الله أفواجاً.

خطبة عن الوطن المملكة العربية السعودية

فعليّنا تجاه هذا الوطن – عباد الله – حقوق وواجبات من أهمها : المحافظةّ على تديّن المجتمع وصلاحه، ونشْر الخير بين أبنائه، ومقّارعة الفساد، وّتجفيف منابعه قدْر الإمكان، فبلدنّا قام على الإسلام، ويحكم فيه بالإسلام، وأنّظار الملايين من المسلمين تتجه نحو دين وتدينِ بلادنا، فالحرص على صفاء الإسلام ونقّائه مسؤوليّة مشتركة بين الجميع؛ حكّاماً ومحكومين، علَماء وعملّمين، دُعاة ومربِّين ومن واجبنا تّجاه وطننا تّرسيخ القيم الاجتماعيّة، حتى يعيش ذلكم الوطن لحمة واحدة، متعاوِنين متآلفين، يعطَف فيه على الصغير، ويوقّر فيه ذو الشّيبة، وتُسد فيه الفاقة، يواسَى فيه المكلوم، ويُناصحُ المخطِئ، ويُسعى لقضاء حاجات المحتاجّين؛ حتى يكون المجتمع بعد بذلكّ كالبنيان يَشد بعضه بعضاً،  ومن حقوق الوطن على أهله: الإّخلاص في العمّل، والصدقّ في أداء أمانّة الوظيفّة، والانضباط بالقّوانين والأنظمة التّي فيها المصلحة والمنّفعة العامّة، مع السمع والطاعة بالمعروف لمن ولي أمر البلد، ما لم يؤمر العبد بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعةّ، وإنما اعتزال ومُناصحة، مع الحرص على جمع الكلمة ولُزوم الجماعة.